1ــ حدق المتسول العجوز صوب الغيوم التي بدأت بالاحتشاد هنا وهناك , أدرك جيدا ما كانت تنوي عليه , فلونها كان يزداد دكنة شيئا فشيئا، عندها قال مدمدما :
ـــ عسى أن لا تفعلها، فأنا لم احصل الا على مبلغ زهيد .
صمت بعدها ، ألا من عينيه اللتان ظلتا تقولان للسماء :
ـــ رحمة لوالديك لا تفعليها .
***************
2ــ وقف بائع الحلوى حائرا ، موزعا أنظاره بين سلعته والغيوم الداكنة .. كاد التوتر والقلق أن يعصفا به ، ولكي يهدأ قليلا دفع الى فمه قطعة حلوى ، وهو يقول مع نفسه :
ـــ لعلها غيوم كاذبة .
*****************
3ــ شعر التلاميذ بالفرح الغامر ، وهم يحدقون بلهفة نحو الغيوم التي كانت تتزاحم بهمة عالية ، فما ان تعلن عن حملها ، حتى يتم اخراجهم سريعا من المدر سة ، وربما بسبب ذلك سينقطعون عنها لعدة أيام . لقد كانوا جميعا يشتركون بخوف واحد ، وهو ان تكون تلك الغيوم كاذبة .
****************
4ــ ما أن دوى ألانفجار، حتى تلاشت جميع الامنيات ..
حين سقط المطر، امتزجت قطراته سريعا ، وعلى أرضية الشارع ، مع دم المتسول العجوز وبائع الحلوى والتلاميذ.
-
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق