عندما بدأ يتهجى أبجديات السباحة كان التزحلق على خصلات البحر بالنسبة إليه حلما بعيد المنال ، لم يتبادل معها نظرات الإعجاب إلا بعدما عب من مائه حتى الاختناق، فالتفّت عليه و ضمته في أعماقها و قدمته قربانا لشراهة الحساسية الزائدة .
2 ـ الضمير المنفصل
عندما نادوه في ضرورة أغلق على نفسه أناه ليبرهن للبلهاء المبتدئين في قواعد الحياة أنه ضمير منفصل .
3ـ الماسة الكبرى
جمع ما جمع ، خلط بين الماس و الفحم، و حين صادف الماسة الكبرى عُد كل ما جمعه ألماسا ..فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات.
4 ـ عرائس الإبداع
عندما تعانق عرائس البوح شغاف روحك تغار نسمات الصباح من شفتيك الندية، و تسمع وقع خطواتها الهاربة و هي تلاحق ظل المستحيل .
5 ـ اللامبالاة
هز أركان نفسه زلزال ، فأصبح أكبر خطر هو تلك الجدران التي كانت موكلة بإرجاع أصداء زقزقة المشاعر ، لم ينتظر الهزات الارتدادية و إنما لاذ بنوافذ اللامبالاة ..
6 ـ الحزن
وقف كعادته أمام البحر الذي استضاف جثة ابنه منذ سنوات :
ـ يا مقبرة ملئت بدموع الحزانى ، يا وليمة للمفجوعين ، دلني على الأسماك التي التهمت جثة ابني لأدفنها و اتخذ منها مزارا .
رد البحر:
ـ أيها الأب الحزين ،أما سلوت ؟ عوض أن تدفن الأسماك ادفن حزنك في صدرك و اتخذه مزارا ، ستجده هناك ، لن أسلمك شيئا فأحزانكم غذائي، و أفراحي غذاؤكم
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق