الخميس، 2 أكتوبر 2014

أحداث تقع في مكان ما ............عبد الهادي عبد المطلب


1 ـ حكاية
ـ نضب معين الحكاية يا مولاي وجف مني الخيال ..
قالت شهرزاد..
ـ وما العمل إذن ؟
رد بغضب شهريار ..
تحرك في ركنه البارد " مسرور " الذي أكلته الشيخوخة وصدئ سيفه ونظر بعينين دامعتين من الرمد .. وقال بصوت مبحوح ممزوج برعشة واضحة ..
ـ رأس من هذه المرة يا مولاي ؟
ابتسم شهريار حين سحبت شهرزاد نسخة من كتاب " ألف ليلة وليلة " من تحت وسادتها وشرعت تحكي حكاية الليلة الأولى ..
ـ بلغني أيها الأمير السعيد ...



2 ـ الرهينة
احتجز نفسه رهينة داخل مجمع إداري ..
صوب مسدسه نحو رأسه وهدد بإطلاق النار وتفجير الرأس..
حضر رجال الشرطة ووقفوا يتفرجون وابتسامة ماكرة تعلو شفاههم في انتظار أن تستسلم الرهينة أو يتفجر الرأس..




3 ــ كتابة ..
منعوا عني الورق حين دفعوا بي إلى ركن بارد ومظلم ..
أطلوا الحائط بمادة لزجة تمنع الكتابة عليه ..
ومن جلدي اتخذت ورقا وكتبت إحتجاجي وشما..



4ــ الجنرال
يخبط الأرض بقدمين داميتين هزيلتين انتعلتا حذاءين متهرئين تظهر منهما أصابع رجليه ..
يمشي مزهوا يعانق بندقيته التي علاها الصدأ .. على رأسه وضع خوذة قديمة لجندي قتله غدرا ..
لقبوه بالجنرال لأنه يطيع الأوامر، يعرف كيف يراوغ ويأخذ عدوه على حين غرة ..
كم مرة، وهو يعانق بندقيته تحت ظل شجرة يتخيلها لعبة.. ضحكوا عليه حين امتطاها جوادا يجري به في كل اتجاه.. أو اتخذها صديقا حميما يجاذبه أطراف الحديث ..
في جلسات استراحته كان يحكي لهم عن أسرته التي قتلها الثوار الذين هدموا مدرسته التي لم يتعلم فيها سوى مبادئ الحروف ..
انتزعوه من بين طاولاتها المهترئة والمكسورة ليجزوا به في حرب لا يدري عنها شيئا سوى الضغط على الزناد ليطيل لعمره سنوات سرقت من طفولته غصبا ..
أخذه الثوار ليجندوه وعمره لا يتعدى عشر سنوات ..
علموه كيف يمسك البندقية وينسى اللعبة.. كيف يقاتل ويقتل..
جعلوه درعا يفتحون بصدره الصغير معاقل القرى والمخابئ المتناثرة هنا وهناك ..
جلس الجنرال في ظل شجرة يتأمل لعبته التي تحولت إلى أداة قتل وفتك.. بدر منه صوت كالهمس حين اخترقت رأسه رصاصة لم تخطئ هدفها ..


ليست هناك تعليقات: