الجمعة، 31 يناير 2014

اسجدوا لي ولها.......فارس محمد عمر

فارس محمد عمر










في الولادة القادمة نريده مولودًا ذكرًا.
وجمت الوالدة فور انصراف الزوار، فضمها زوجها بود صادق وابتسم وقال: أمعي أنت ِ أم معهم؟ تعرفين كم تمنيت مثلك الإناث من قبل ولادة عروستنا الأولى، وتكفينا بشارة سيدنا وقدوتنا التي لو يعرفونها لما قالوا ما قالوا، أنا لم ولن أهتم لكلامهم.
وتمضي الأيام وذوو القربى - من الجهتين - يُظهرون الحب للبنات الصغيرات ثم يتفوهون بتكرار بما هو أقرب للعزاء للوالدين لأنهما لم يرزقا بالذكور.
- إن سجدتم لي ولزوجتي فسننجب مولودًا ذكرًا!
قالها الرجل لزواره بعدما عادوا الخوض في أمور الزوجين.
قالت قريبة مستنكرةً: استغفر الله يا رجل، ما الداعي لما تقول؟
- إنني أعي ما أقول، إن أراد أحد أن يرى مولودًا ذكراً فليسجد لي ولزوجتي، وإلا فلن نلبي!
قال الذي أثار الكلام: أنت غريب، تراوغ بالكلام وتثير من حولك، ولا تواجه الحقائق بشجاعة.
رد الزوج بهدوء وحزم: الحديث ليس كلمات مرصوصة وإثارة أمور بلا سبب، أنا وزوجتي ما اشتكينا لأحد فمن منا لا يواجه الحقائق؟ وأين حقيقة الإيمان بالله؟ تطلبون مستقبلاً لا يقدر عليه إلا الخالق فإن أردتم منَّا تحقيق ما هو بيده وحده فكأنكم تؤلهوننا، فلِمَ تستغربون أن يُطلب منكم أن تسجدوا لإلهكم؟
والتفت لزوجته يذكرها ويشجعها أن تعبر عما تحس به، فقالت: يا أحبتنا الأفاضل، ليتنا نرفض أن تبلغ المحبة والأماني بنا حدود الحسرات، والمعابة، وربما الجرأة على القدر.
ولأول مرة ينام الزوجان ليلتهما براحة تامة ومبكرين! تكلما بصراحة وبحق بعد أن ظلا طويلاً يسمعان صراحة غيرهما ولكن بلا حق! ولم يجرؤ أحد من الأقرباء بعدها أن يخوض في تلك الثرثرة الكريهة

ليست هناك تعليقات: