منذ العام الأول لزواجهما، تعّودت أن تمطره بوابل طلباتها التي لا تنتهي ومشاكلها التي أخذت (تتكاثر كالأرانب) خاصة بعد نصف دزينة الأطفال التي خلّفاها ..
فما أن يمسك بالقلم ليكتب أو يفتح صحيفة أو كتاباً ليقرأ، حتى تبدأ طقوسها المزعجة غير آبهة بأفكاره ومشاريعه الكتابية.. وعندما كان يتعّمد تجاهلها أحيانا.. يجن جنونها فتعمد إلى سحب الأوراق أو الكتب التي تحت يديه وتمزقها اربأ، لاعنة اليوم الذي اقترنت به، ناعتة إياه بأبشع وأقذر الصفات.. فيضطر المسكين إلى ترك المنزل حاملا ما تبقى من أوراقه متوجها لأقرب منتزه أو مقهى ليكمل ما بدأ به، يملأه الإحباط وتقطر من عينيه المرارة والانكسار …
جلس الأولاد ومعهم والدتهم يحدقون في شاشة التلفاز - على غير عادتهم- ينتظرون ظهور والدهم في لقاء تلفزيوني على إحدى الفضائيات.. يتبادلون نظرات الدهشة والاستغراب غير مصدقين ما يلقاه والدهم من حفاوة وتقدير.. كان الحديث قد تشعب عن الأدب وتفرعت عنه تفاصيل عن الأبطال والشخصيات التي يخلقها في قصصه، وعن الطرح الفلسفي الذي ينمو بين سطوره - كنبات الفطر - ليغطي مساحات الأوراق الفارغة كما يغطي العشب المقابر الموحشة. وعندما سأله مقدم البرنامج عن أسباب شهرته و تألقه في الكتابة، والإنسان الذي يقف وراء حماسه ونجاحاته؟ لم يتردد لحظة في الإجابة:
- (( وراء كل رجل ناجح اِمرأة ))!!”
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق