الثلاثاء، 25 فبراير 2014

سارق الأكفان...........محمود عودة

 


ارتعدت فرائصه رعبا وهو يرى ضوءا خافتا يدخل المفبرة متجها نحوه في ليلة اختفي فيها القمر خلف أيام الشهر الأخيرة رمى المعول وجلس بجانب قبر ينوح ويضرب رأسه ووجهه بكفيه ، ارتبك الرجل صاحب الضوء الخافت وهو يرى منظر الرجل الحزين أمام قبر متهالك ، ابتسم على استحياء بعد ان لمح المعول بجانبه وسأل : ماذا تسرق من القبور ..؟ وقف مرتعشا الرجل الأول وعلامات الدهشة تعلو جهه وسأل : وأنت ماذا جئت تسرق ..؟ قال الأول : أنا أسرق الأكفان الحديثة وأبيعها لتاجر اقمشة في المدينة ، ابتسم الرجل الثاني وقال سرقة سهلة وذكية فلا أحد يخطر بباله ان يسرق كفن ميته . ارتبك الأثنان مع دخول ضوء خافت المقبرة ويشق طريقه بسرعة بين القبور متجها نحوهما ، صرخ بأعلى صوته موجها حديثه للرجل الثاني توقعت أن اجدك هنا ، ساورني الشك منذ رفضك خلع اسنان والدنا الذهبية قبل دفنه ، جلجلت الأصوات وهم كل منهما ضرب أخيه بالمعول والدهشه تعلو وجه سارق الأكفان .
.









-

ليست هناك تعليقات: