أيها الجمهور الكريم إن وصلت للرئاسة سأوزع عليكم الفقر بالعدل و سأبني لكم مقابر جميلة محاطة بالأشجار والأزهار وسأوفر لكم البنزين لمن أراد رحيلا ناريا و سأقضي على أزمة السكن بتوفير خيم مكيفة و سأفرض على كل برلماني التكفل بيتيمين .صفق الجمهور طويلا وقال أحدهم : كلام بليغ كبلغة جدي المهترئة .
احتراق
على مسافة قلب فاضت مشاعره ، غمرته مياه الحب العذبة ، تراقصت في أعماقه أزهار اللقيا ، كان قلبه أرضا خصبة وحقلا أخضر وكانت هي بيداء العمر ومفازة الأحزان وصحراء التيه ، على مسافة قلب توقف قلبه على الإحساس ، انفجرت شظاياه ، احترقت بساتين العمر وطارت فراشات الربيع .
انتهت الحملة الانتخابية ، في طريقه إلى البيت هبت عاصفة هوجاء وتساقطت أمطار غزيرة ،أخذته الحملة ، ترك أسرته تنتحب عليه .
قرأ اللافتة " مصلحة الانتحابات" فغرق في البكاء ، قالت له عجوز ، انتحب يا ابني، انتحب على شبابك الذي ضاع .
بات ليلته يتألم ، ضربته زوجته بكرسي قديم ، أحس بعظامه تتحطم ، في صبيحة اليوم سحب أوراق الترشح
جاء إلي بجر جسمه الثقيل ، و كأنه التهم فيلا ، قال لي بصوت خشن :"أستاذ ، أستاذ ديروا إضراب " قلت له مبتسما : لماذا لا تضرب أنت عن الطعام ، حتى تذيب بعض الشحم الزائد وتريح والديك ؟.
-
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق